يهدف هذا البرنامج التدريبي إلى تزويد الشباب بالمعلومات اللازمة حول مفهوم التفكير والتفكير الإيجابي وإكسابهم المهارات اللازمة لتطوير قدراتهم في التعامل بإيجابية مع أنفسهم والمحيط الذي يعيشون به من أجل تحسين ظروف حياتهم ومستقبلهم والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم.
هناك طريقتان للتفكير، وطريقتان لتفسير الأشياء من حولنا، وهذا يؤثر كثيرًا على مشاعرنا وعلى حياتنا وسلوكنا بشكل عام.. فحياتك كلها تتوقف على ما يدور في رأسك، وكيف تدور الأفكار في رأسك ؛ لأن أفكارك هي التي تحدّد قراراتك واختياراتك في الحياة، وحتى المشاعر والأمزجة قد تحددها الأفكار.
ينقسم الناس إلى أصحاب أسلوب تفسيري إيجابي، وآخرون إلى أصحاب أسلوب تفسيري سلبي، الدكتور مارتين سليجمان يقسمهم في كتابه "تعلم التفاؤل" إلى أشخاص متفائلين وأشخاص متشائمين.
لا بدَّ وأن جميعنا يعرف أشخاصًا يفكرون بإيجابية، ويلاحظ كيف تسير حياتهم، وأيضًا يرى أشخاصًا سلبيين، وما يترتب على سلبيتهم من ضيق.
حتى نحن حين نتقلب بين مزاج إيجابي وسلبي نلاحظ الفرق في مشاعرنا، ونرى هذا الفرق حولنا أيضًا، فعندما تبدأ صباحك باكرًا بحيوية ونفس منشرحة، بعد ليلة نمت فيها بعمق وأخذت كفايتك من الراحة، وتجد وقتًا كافيًا لتناول فطورك وملاحظة أشعة الشمس وهي تلوح في الأفق، فإنك تشعر بأن كل شيء حولك يبدو مشرقًا، وتدخل على زملائك في العمل بابتسامة صباحية مفعمة بالحيوية، وتبدأ عملك بحماس، تشعر أنك قادر على إنجاز ما كنت تتوقع أنه صعب، وكأن عملك نفسه يساعدك على إنجازه؛ لأنك تريد ذلك.
لكن عندما تبدأ نهارك كَدِرًا، وعابسًا فإنك تشعر أن كل الأمور تعاكسك، وأن كل التفاصيل تناكدك وتغيظك عامدة، وأنك غير قادر على العمل، ولا حتى أبسط الأمور..
فعندما تكون مكدرًا ومتوترًا وتفكر بطريقة سلبية، فإن إدخال المفتاح إلى مكانه في القفل سيستغرق منك وقتًا، علمًا بأنه عمل بسيط ويتم بكل سلاسة عندما تكون هادئًا وفي في مزاج جيد..
لكن هذا المزاج الجيد أو السيِّئ ليس شيئًا خارجًا عن سيطرتنا أو إرادتنا؛ فنحن لنا دور كبير في تحديد مزاجنا، وفي السيطرة على أفكارنا وبالتالي مزاجنا ومشاعرنا، وذلك بالانتباه أكثر إلى الطريقة التي تدور بها الأفكار في رؤوسنا، والطريقة التي نحدِّث بها أنفسنا.
يقول مارتين سليجمان: "الاكتئاب ينتج عن عادات في أسلوب التفكير الواعي تمارس على مدار حياة الفرد، فلو أننا استطعنا تغيير عادات التفكير هذه لشفي المريض من حالة الاكتئاب التي يعانيها."
إننا نسعى في مهارات النجاح للتنمية البشرية من خلال هذه الحقيبة التدريبية إلى إكساب المستفيدين مهارات لا تنسى ذات تأثير إيجابي مستمر على حياتهم بإذن الله ، إننا ندعوكم لمشاركة في هذا البرنامج والإستفادة من المعارف والمهارات والخبرات المتضمنه فيه والإستمتاع بإستراتيجيات التعلم والعرض التي يمتع بها مدربينا .
تشتغل هذه الحقيبة التدريبية على تقديم تصور معرفي شامل للتخطيط الشخصي ، ولا تقتصر هذه الحقيبة على هذا التقديم ، بل تتجاوزه إلى تجارب تطبيقية من واقع ممارسات فعلية من خبراتنا التدريبية والتعليمية ننقلها للمشاركين في البرنامج التدريبي .
إن هذه التجربة التي تقدمها هذه الحقيبة التدريبية تتلاقى مع توجهات مؤسسة مهارات النجاح للتنمية البشرية التي تعتني بتظافر الجانبين النظري والتطبيقي في سياق تدريبي عملي يجد له مكانة في التفكير النظري والممارسة العملية في حجرة الصف . و في ضوء هذا التوجه ، فإن مهارات النجاح تتطلع إلى تقديم حقيبة تدريبية يجد فيها المشاركون ما يحاوزنه ، وما يفيدون منه في ممارساتهم التعليمية .
إننا نتطلع إلى أن تكون هذه الحقيبة التدريبية ، وغيرها مما ننتجه في مهارات النجاح ، مدخلاً لحوار أوسع ومعمق يفضي إلى خلق مناخات تربوية تفاعلية تؤدي إلى إحداث تحول في العملية التربوية بمجملها ، وبما يجري في حجرة الصف بشكل خاص في إطارها الاجتماعي بأبعاده كافة .
لقد ركزنا في مهارات النجاح ان تكون دورة ممتعة ومفيدة ولهذا في عبارة عن مشغل تدريبي فعلي يتعلم ويمارس فيها المشارك التعلم النشط .
وفيما يلي ندعوكم لتعرف على مواصفات الحقيبة التدريبية